التهاب قدم مريض السكر
اسباب التهاب قدم مريض السكر
التهابات القدم السكري تشكل خطرا داهما على مرضى السكر وفي مصر تتراوح نسبة الإصابة بها بين 6و10% من مرضى السكر. و جدير بالذكر أن هذه الالتهابات قد تؤدي إلى البتر في حوالي 15% من الحالات.
كل ذلك يجعلنا ننتبه إلى ضرورة معرفة الأسباب و الكشف المبكر و طرق العلاج لإنقاذ هؤلاء المرضى من المضاعفات.
التهابات القدم السكري تحدث بسبب مشاركة عدة أسباب رئيسية مثل
- التهاب الأعصاب الطرفية
يعد أحد أهم اسباب التهاب قدم مريض السكر و يصيب الغشاء المغلف للألياف العصبية و تآكله، الأمر الذى يؤدي إلى التأثير على كفاءة الأعصاب في توصيل الإشارات الكهربية التي توصل الإحساس إلى المخ.
في العادة يشعر المريض بافتقاد الإحساس أو نقصه، افتقاد الاحساس يجعل المريض يصاب بجرح أو شكه أو حرق بالجلد دون ان يشعر، و هو الأمر الذي يتطور فيما بعد إلى التهاب قدم مريض السكر.
اضطراب وظائف و كفاءة الأعصاب يؤثر أيضاً على العضلات الدقيقة داخل القدم الأمر الذي يؤدي إلى افتقاد بعض الوظائف الوقائية التي تلزم للمحافظة على سلامة القدمين و ينتهي الأمر تدريجيا إلى حدوث تشوهات و تغيرات في شكل القدم تساعد على تفاقم التهاب قدم مريض السكر.
لا يقتصر اضطراب الأعصاب على ذلك و إنما يمتد إلى الأعصاب التي تتحكم في الغدد العرقية الأمر الذي يتسبب في نقص التعرق و جفاف بشرة القدمين و بالتالي حدوث تشققات يمكن أن تتحول في النهاية إلى قرحة قدم سكري.
آخر مشاكل التهاب الأعصاب هو الشعور بآلام حارقة تشبه "اللسعه أو الشكه" تصيب القدمين و أحياناً اليدين كذلك.
- انسداد الشرايين
كذلك من الأسباب الهامة جدا التى تؤدى الى التهاب قدم مريض السكر هو انسداد أو ضيق الشرايين الطرفية التي تعمل على تغذية الساقين و هو أمر شائع الحدوث في مرضى السكر لأن السكر يساعد على زيادة الترسبات في جدران الشرايين و خاصة شرايين تحت الركبة.
نقصان تدفق الدم بالقدمين يضعف مناعتهما وبالتالي يجعل البكتيريا الخارجية أكثر قدرة على اختراق الأنسجة و يساعد على سرعة انتشار التهاب قدم مريض السكر إلى الأنسجة المجاورة ، يتسبب انسداد الشرايين أيضاً في منع التئام الجروح في القدم، بل و يتسبب في حدوث الغرغرينا في كثير من الحالات.
- ضعف المناعة
مرض السكر بالأساس يضرب جهاز المناعة و لذلك تصبح القدم أكثر عرضة لغزو الميكروبات.
أبسط انواع البكتيريا تستطيع في ظل ضعف المناعة أن تجتاح الأنسجة و تسبب فيها أضرارا شديدة تؤدي فى النهاية الى التهاب قدم مريض السكر.
احجز موعد الان
اضغط هنا...
عوامل ثانوية تساعد على حدوث و تطور التهاب قدم مريض السكر
- عوامل تساعد على تصلب الشرايين و انسدادها
- زيادة نسبة الكوليسترول في الدم وكذلك الدهون الثلاثية.
- زيادة نسبة مستوى السكر بالدم غير المنتظم وغير المتحكم فيه مدة طويلة.
- السمنة الزائدة والمفرطة.
- تواجد تاريخ مرضي في الأسرة لحصول قرحة في القدم أو بتر أو قدم سكري.
- شرب الكحوليات وكذلك التدخين.
- عوامل خاصة برعاية القدم و وقايتها من الاصابة
- افتقاد الرعاية و الوعي الخاص بحماية القدمين.
- المشي بلا حذاء أو لبس الحذاء الضيق أو غير الملائم للقدم.
- القيام بضغط زائد على القدم من الوزن الزائد أو لوجود تشوهات بالقدم تجعل توزيع الوزن عليها غير متساوي.
- حدوث كدمات أو حروق أو جروح.
- ترك البلل بين الاصابع دون تجفيف، و وجود فطريات بين الاصابع.
و يظهر التهاب قدم مريض السكر في صورة الأعراض التالية:
- قد يقتصر الأمر على احمرار بالجلد
- ألم في صورة حرقان
- تورم بالقدم المصابة.
- اذا تطور الأمر قد يتكون خراج و يخرج الصديد من القدم
- الجروح و التقرحات التي لا تلتئم.
- اذا أهمل المرض تصل الأمور إلى تدمير لأنسجة القدم بواسطة العدوى البكتيرية و تظهر الغرغرينا (أنسجة سوداء ميتة) ، و هذه المرحلة تكون في منتهى الخطورة لأنها تعني فقدان بعض الأجزاء من القدم خاصة عندما يكون هناك قصور في الدورة الدموية المغذية للقدم.
مع ازدياد التهاب قدم مريض السكر يشعر المريض بأعراض عامة نتيجة حدوث تسمم بالجسم مثل فقدان الشهية و الغثيان و ارتفاع الحرارة و الإرهاق ، و يصاحب ذلك تدهور في تحاليل المريض بصفة عامة.
احجز موعد الان
ولمشاهدة فيديو التهاب القدم السكري وطرق علاجه
اضغط هنا
كل ذلك يجعلنا ننتبه إلى ضرورة معرفة الأسباب و الكشف المبكر و طرق العلاج لإنقاذ هؤلاء المرضى من المضاعفات
يمثل التشخيص المبكر حجر أساس في علاج التهاب قدم مريض السكر، لأنه كلما بدأ العلاج مبكراً زادت فرص انقاذ القدم من البتر.
اذا تم اكتشاف وجود التهاب قدم مريض السكر قبل تكون صديد يكون من الممكن الاكتفاء بالعلاج الدوائي، أما بعد تكون صديد يكون من الضروري التدخل جراحياً لتفريغ الصديد قبل إصابة العظام.
و اذا أصيبت العظام يكون هناك ضرورة لاستئصالها، كل ذلك يمكن تجنبه اذا تم اكتشاف التهاب قدم مريض السكر في بدايته و قبل حدوث تدمير للأنسجة.
من الضروري كذلك اكتشاف أي انسداد في الشرايين و علاجه قبل أن يؤدي إلى حدوث غرغرينا.
- التشخيص المبكر يبدأ بالفحص الذاتي الذي يجب أن يجريه كل مريض سكر لنفسه يومياً لاكتشاف أي جروح أو افرازات أو تغير باللون، في هذه الحالة لابد من ابلاغ الطبيب المختص فوراً.
- التشخيص المبكر يتم أيضا بالفحص الاكلينيكي و أشعة القدم بالإضافة إلى أشعة الدوبلكس للكشف عن وجود أي ضيق أو انسداد بالشرايين قبل أن يتسبب في حدوث مضاعفات.
في الحالات المبكرة التي تقتصر فيها الأعراض على احمرار و التهاب الجلد يمكن أن يسمح الطبيب للمريض بالعلاج بالأدوية بالمنزل مع مراجعة الطبيب مرتين أسبوعياً للتأكد من حدوث تحسن في أعراض التهاب قدم مريض السكر و إلا يتوجب الحجز بالمستشفى.
في الحالات الأصعب المصحوبة بخراج أو صديد أو غرغرينا ، خاصة و اذا كان هناك نقص في تغذية الدم بالقدم يتوجب العلاج في المستشفى من البداية، لأن المريض سيحتاج أدوية يتم تناولها بالوريد كما سيحتاج لتناول محاليل ، و سيكون هناك دخول إلى العمليات لإجراء تدخل جراحي أو قسطرة لتوسيع الشرايين.
اذا احتاج المريض للجراحة فلابد من اجرائها على الفور لأن أي تأخير و لو لمدة بضع أيام يعني تفاقم المشكلة أكثر و أكثر ، و بالتالي جرح أكبر و تأخر في الالتئام أكثر و أكثر. الخوف على مريض السكر من الجروح لا يجب أن يكون سبباً في تأخير علاج قدمه لأن النتيجة تكون جرح أكبر بل و ربما فقدان القدم كلها لا قدر الله.
التهاون مع التهاب قدم مريض السكر في بدايتها كثيراً ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة المريض كان في غنى عنها، فمن خصائص هذا المرض سرعة الانتشار في الأنسجة دون ظهور أي أعراض خارجية، و لذلك فإننا نشبه هذا المرض بجبل الجليد، حيث أنه من المعروف عن جبل الجليد أنه لا يظهر منه فوق مستوى البحر سوي واحد على تسعة من حجمه.
كذلك التهاب قدم مريض السكر لا يظهر من الخارج سوى جزء صغير من المشكلة بينما يختفي الالتهاب تحت الجلد دون ملاحظة المريض ، حتى تتفاقم الأمور و يفاجأ المريض باللجوء إلى البتر. بل أنه في بعض الأحيان لا يكون هناك أعراض ظاهرة في القدم و يقتصر الأمر على فقدان للشهية أو ارتفاع في درجة الحرارة . كل هذه الخصائص في مرض القدم السكري تجعل من سرعة علاجه أهمية قصوى.
احجز موعد الان
ولمعرفة المزيد عن احدث طرق القدم السكري
اضغط هنا
طرق علاج التهاب الأعصاب الطرفية الناتج عن السكر
- هناك مجموعة من أدوية الأعصاب المختصة بتحسين أداء الأعصاب و قدرتها على توصيل الإحساس، و على رأسها Gabapentin و Pregabalin و Duloxetine و غيرها من المركبات التي تساعد على إصلاح غشاء الألياف العصبية و عودتها للعمل بصورة طبيعية ، و يتوفر كل مركب منها تحت مسميات متعددة على حسب الشركة المنتجة، و يقوم طبيب الأوعية الدموية باختيار المناسب منها لحالة المريض.
- مجموعة فيتامينات ب المركبة لها أيضاً دور في تقوية الأعصاب و تحسين أداءها و توصيلها للإشارة الكهربية، و هي أيضاً تتوفر تحت مسميات متعددة على حسب الشركة المنتجة.
- لابد أيضاً من ضبط مستوى السكر و الدهون جنباً إلى جنب مع باقي الأدوية.
- حالة وجود جفاف بالجلد لابد من استعمال أحد الكريمات المرطبة و على رأسها الفازلين الطبي.
نظراً للخوف من تطور التهاب الأعصاب الطرفية إلى التهاب قدم مريض السكر نقدم دائماً النصائح التالية لحماية القدمين من مخاطر التهاب القدم السكري:
- اغسل قدميك بمياه دافئة كل يوم ولا تستخدم مياه ساخنة على الاطلاق لأن ذلك قد يؤذى قدميك
- جفف قدميك جيدا بعد غسلهما بالماء والصابون وخصوصا بين الاصابع لأن البلل قد يؤذى القدمين ويتسبب في حدوث التهابات وعدوى بكتيرية وفطرية بهما
- استخدم كريم مرطب لعلاج الجفاف الذى يصيب القدم مع مرضى السكر ولا تضع بودرة تلك او اى كريمات مرطبة بين الاصابع
- افحص قدميك يوميا وعالج الاصابات التي قد تجدها حتى ولو كانت اصابات بسيطة . ربما تحتاج إلى مرآة لذلك. تأكد من عدم وجود لون أبيض أو أسمر (فطريات) بين الاصابع ، و في حالة وجودها يجب علاجها على الفور.. استشر طبيبك
- قلم اظافرك بعناية فائقة وتجنب احداث أي جرح بالأصابع وفى حالة حدوث أي جرح بالأصابع استشر طبيبك
- ارتدى جوارب قطنية نظيفة وتجنب استخدام الاصناف الخشنة المصنوعة من ألياف صناعية
- لا تمشى عاري القدمين حتى ولو كنت داخل منزلك ولا ترتدى احذية صيفية مفتوحة فقد تصطدم قدميك بأشياء حادة اثناء المشي
- اعتنى باختيار الحذاء الذى ترتديه على أن يكون حذاء طريا ومناسبا لحجم القدم ولا يسبب أي احتكاكات قد تؤذى القدمين. افحص حذائك جيدا قبل ان ترتديه فقد يدخل به اجسام غريبة او حادة دون ان تعرف فتؤذى قدميك وتبدأ مشكلة خطيرة من اشياء بسيطة جدا
احجز موعد الان
ولمعرفة المزيد عن طرق فحص القدم السكري
اضغط هنا
و أخيراً لابد من اتخاذ كافة الخطوات العلاجية المنصوص عليها لتجنب الوصول إلى مرحلة البتر:
- يمكن تلافي المشاكل في الحالات المبكرة و ذلك بالمضادات الحيوية المناسبة وفقاً لنتائج المزرعة و الحساسية، مع ضبط مستوى السكر و ضبط الحالة الصحية العامة، في هذه الظروف ربما لا يحتاج المريض لأي تدخل جراحي.
- التعامل السريع و الحاسم مع أي خراج أو أنسجة ميتة بسرعة الاستئصال و التنظيف قبل الانتشار في الأنسجة المجاورة
- سرعة توصيل الدم في حالة وجود قصور بالشرايين و ذلك عن طريق القسطرة و التوسيع بالبالون و تركيب دعامات
- إصلاح فقر الدم (الأنيميا) و نقص البروتينات (الزلال albumin) و هم من أهم اسباب عدم الالتئام.
احجز موعد الان
اضغط هنا...