اشعة الدوبلر او الدوبلكس
استخدام اشعة الدوبلر او الدوبلكس في تشخيص امراض الاوعية الدموية
بعد زيارتك لطبيب الأوعية الدموية كثيراً ما يطلب منك أشعة اسمها اشعة الدوبلر أو الدوبلكس كما يسميها بعض الأطباء وذلك بهدف الاطمئنان على الأوعية الدموية.
ما هي اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟ و كيف يتم اجراؤها؟
متى يحتاج المريض الى اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟ و ما هي الأمراض التي تشخصها؟
في السطور القادمة سنتعرف على إجابات لهذه الأسئلة و نتعرف على المزيد من المعلومات عن هذه الأشعة...
عندما تزور عيادة لأمراض الأوعية الدموية يقوم الطبيب بسؤالك عن بعض الأعراض لمعرفة المرض الذي تعاني منه، يتبع ذلك الكشف على الجسم للبحث عن بعض العلامات الاكلينيكية التي تعطي الطبيب المزيد من المعلومات و تساعده على الوصول إلى تشخيص.
و لكن لا يستطيع الطبيب مشاهدة ما يحدث داخل الأوعية الدموية بعينيه ومن هنا تظهر أهمية وجود وسيلة لمشاهدة ما يحدث داخل الأوعية الدموية.
هناك الأشعة المقطعية و الرنين المغناطيسي بالإضافة إلى التصوير بالقسطرة و كلها وسائل تمكن الطبيب من مشاهدة ما بداخل الأوعية الدموية و لكنها وسائل تنطوي على استعمال صبغة و هي لها بعض الأضرار ، كما أنها لها تكلفة عالية و يصعب اجراؤها إلا في مراكز متخصصة عالية المستوى.
ظهرت اشعة الدوبلر أو الدوبلكس كبديل أيسر و أقل توغلاً لفحص الأوعية الدموية ، دون استعمال الصبغة و بتكلفة أقل بكثير من الأشعات السابقة.
تعتمد اشعة الدوبلر او الدوبلكس على الموجات فوق الصوتية – تماماً مثل سونار البطن – أي أن الجهاز يرسل موجات فوق صوتية (يعني أعلى من قدرة سمع البشر) تخترق الجسم لتصطدم بالأوعية الدموية و الدم الذي يمر من خلالها ، ثم ترتد الأشعة ليستقبلها الجهاز من جديد و يكون صورة تحاكي الطبيعة. التقنية المستخدمة في هذا الفحص تشبه إلى حد كبير تقنية الرادار الذي يستعمل في الملاحة البحرية و الجوية.
يستطيع جهاز اشعة الدوبلر او الدوبلكس فحص جدار الشريان أو الوريد ، و قياس تدفق الدم بداخلهم ، و اكتشاف وجود انسداد، و اكتشاف وجود ارتجاع في سريان الدم بالوريد، و تعد هذه هي أهم المعلومات التي يحتاجها طبيب الأوعية الدموية.
متى يحتاج المريض الى فحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟
سيطلب منك طبيب الأوعية الدموية اجراء اشعة الدوبلر او الدوبلكس اذا كنت تعاني من أحد الأعراض التالية:
- تورم الساق أو الذراع. مثل هذا التورم قد يكون بسبب انسداد/جلطة في الأوردة، و لا يمكن بالكشف وحده التأكد من وجود الانسداد و لا معرفة موضعه.
- الآلام الفجائية بالساق أو الذراع مع عدم شعور الطبيب بوجود نبض في القدم أو اليد، حينئذ يكون هناك اشتباه انسداد حاد بالشرايين.
- ظهور عروق زرقاء ( دوالي ) بالساق.
تستطيع اشعة الدوبلر او الدوبلكس تشخيص الدوالي و اكتشاف وجود ارتجاع/تسريب في صمامات الأوردة و هي المعلومة التي يحتاجها الطبيب لاتخاذ قرار العلاج المناسب في حالات الدوالي
- الشعور بآلام شديدة بالقدم (مع عدم وجود نبض بالقدم)
- الشعور بتقلصات مع المشي تظهر بعد فترة من المشي و تختفي مع التوقف لبضع دقائق
- ظهور جروح أو قرح بالقدم خاصة اذا كان مريض سكر و هو ما يسمى مرض التهاب القدم السكري
- تغير للون القدم أو ظهور غرغرينا و هي النتائج المتأخرة لوجود قصور شديد بالدورة الدموية بالساق أو الذراع.
الأعراض الأربعة الأخيرة تظهر أهميتها في حالة عدم شعور الطبيب بوجود نبض في القدم أو اليد، حينئذ يكون هناك اشتباه انسداد بالشرايين و لابد من معرفة مدى تدفق الدم داخل الشريان و حالة جدار الشريان.
ما هي الأمراض التي تستطيع اشعة الدوبلر او الدوبلكس تشخيصها؟
- جلطات الأوردة
- انسداد الشرايين سواء بصورة حادة عاجلة أو الانسداد المزمن الناتج عن تصلب الشرايين
- انسداد الشرايين المصاحب لمرض التهاب القدم السكري
- ضيق الشرايين المغذية للمخ (الشريان السباتي)
- إصابات أو قطع الشرايين أو الأوردة الناتج عن الحوادث
- دوالي الساق و ارتجاع الصمامات
- تمدد و انتفاخ الشرايين
- ضيق الشرايين المصاحب لالتهاب القدم السكري
- المتابعة الدورية لحالة الأوردة بعد الجلطات الوريدية، و حالة الشرايين بعد إجراء توسيع أو تسليك الشرايين، و حالة الشرايين التي تعاني من انتفاخ /تمدد و تحتاج للمراقبة الدولية لاكتشاف أي زيادة في حجم التمدد.
احجز موعد الان
ولمشاهدة فيديو عن امراض شرايين الاطراف وطرق علاجها
اضغط هنا
كيف يتم اجراء فحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟
- يتم اجراء الفحص و أنت مستلقي على سرير عادي في غرفة عادية، لا يوجد احتياج للدخول داخل أنبوب ما أو قمرة لإجراء الأشعة، في بعض الأحيان يضطر الطبيب لإجراء الأشعة و المريض واقف لتشخيص بعض الأمراض.
- يتكون الجهاز من شاشة تليفزيونية و لوحة مفاتيح و حاسوب آلي ، و يتصل بهذه الأجزاء كابل ينتهي بجزء بلاستيكي يسمى المحول ( transducer probe ) في حجم الموبايل تقريباً.
- يقوم الطبيب بوضع طبقة من السائل الهلامي (gel) على سطح الجلد فوق الأوعية الدموية و هو مطلوب لتوصيل الموجات فوق الصوتية عبر الجسم.
- يمرر الطبيب المحول (ال transducer probe) فوق مسار الأوعية الدموية و يتحرك معها من جزء إلى جزء، فينقل الجهاز صورة للوعاء الدموي (شريان أو وريد) و حالة جداره و معدل تدفق الدم بداخله و اتجاه السريان.
- يسجل الطبيب بواسطة الجهاز ما يتم عرضه على الشاشة في صورة فيديوهات أو صور رقمية، يقوم الطبيب بتدوين ما يشاهده في تقرير متكامل يسلم للمريض.
ما هي مخاطر أو الأعراض الجانبية لاستخدام اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟
لم ترصد الأبحاث الإكلينيكية حدوث أي مخاطر أو مشاكل من استعمال اشعة الدوبلر او الدوبلكس و غيره من الأشعة التي تستعمل الموجات فوق الصوتية، على مدى عشرات السنين تعرض الملايين من المرضى للفحص بالموجات فوق الصوتية و لم يتعرضوا لأي أعراض جانبية.
يتميز الدوبلر مثله مثل سونار البطن بالأمان الكامل و إمكانية إجرائه مراراً و تكراراً دون مشاكل، لا يوجد في الموجات فوق الصوتية تعرض للإشعاع كما في الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية، لا يوجد استعمال للصبغة و التي قد تتسبب في بعض أنواع الحساسية أو تأذي الكليتين.
هل هناك تحضيرات لفحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟
بصفة عامة لا توجد تحضيرات خاصة و إن كان يفضل في حالة فحص شرايين أو أوردة البطن و الحوض أن يتم تحضيرهما للتخلص من الغازات التي تؤثر بالسلب على جودة صور اشعة الدوبلر او الدوبلكس ويتم تحضير البطن كما يلي:
- الامتناع عن تناول الأطعمة التي تزود غازات البطن مثل منتجات الألبان و البقوليات لمدة 48 ساعة قبل الفحص
- تناول أقراص الفحم بواقع قرصين قبل كل وجبة للمساعدة على التخلص من غازات البطن خلال ال 48 ساعة السابقة للفحص
- صيام عن الطعام فقط لمدة 6 ساعات قبل الفحص مع استمرار شرب الماء
ولمعرفة المزيد عن احدث طرق لعلاج القدم السكري
كيف يفيد فحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس الطبيب؟
وفقاً لنتيجة الفحص يستطيع طبيب الأوعية الدموية اتخاذ القرارات العلاجية الآتية:
- بدء أدوية السيولة فوراً لمرضى جلطات الأوردة العميقة
- إجراء جراحات أو تدخلات عاجلة لمرضى انسداد الشرايين الحاد قبل موت الساق أو الذراع
- معرفة مكان الانسداد الشرياني لتحديد مكان الفتح الجراحي أو مكان التوسيع بالقسطرة، بصفة عامة يساعد الدوبلر على تحديد نوع العلاج المناسب سواء بالجراحة أو القسطرة
- اختيار نوع العلاج المناسب للدوالي: ليزر – تردد حراري – حقن، و ذلك وفقاً لمكان الدوالي و وجود ارتجاع أو تسريب بالصمامات من عدمه.
- تحديد المستهلكات و المستلزمات الطبية المطلوبة للعلاج أثناء القسطرة وفقاً لمكان الانسداد و طوله.
هل يمكن إجراء فحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس في البيت؟
نعم يمكن إجراء الفحص في البيت حيث أن بعض الأجهزة يكون حجمها صغيراً و يسمح بنقلها من مكان إلى مكان، بما أن الفحص لا ينطوي على مخاطر كما سبق الذكر فلا يوجد ما يمنع إجرائه بالمنزل.
يجب التنويه على أن الأجهزة التي تستعمل في المنزل ليست بنفس جودة الأجهزة الكبيرة التي تستعمل في مراكز الأشعة مما قد يؤثر على صحة المعلومات التي يمدنا بها الجهاز، لذلك يفضل أن يقتصر الفحص المنزلي على المرضى الذين لا تسمح ظروفهم بالتحرك من المنزل على ألا تكون حالتهم خطيرة و عاجلة و تستلزم التوجه إلى المستشفى.
ربما يكون الفحص المنزلي مفيداً في بعض المرضى بغرض التأكد من "عدم" إصابتهم بأي أمراض في الأوعية الدموية، أي أن الفحص يكون للتأكد من أن المريض بحالة طيبة بالفعل.
من الذي يقوم بفحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس ؟
على الرغم من أن غالبية أطباء الأشعة يجيدون استعمال أجهزة الموجات فوق الصوتية مثل السونار بصفة عامة إلا أن إجراء فحص على الشرايين و الأوردة يحتاج إلى مهارات و خبرات خاصة، فهذا الفحص لا يعتمد على جودة الجهاز و قدرته على التصوير بقدر اعتماده على قدرة الطبيب على توجيه و تمرير محول الجهاز في الاتجاهات الصحيحة و من ثم التقاط الصور الصحيحة، لذلك يوصى بإجراء اشعة الدوبلر او الدوبلكس بواسطة أطباء متخصصين في مجال الأوعية الدموية، يمكنك أن تسأل طبيبك ليرشح لك أحد هؤلاء المتخصصين، إجراء الفحص بواسطة أحد المتخصصين يجعل النتيجة تضاهي في دقتها نتائج الأشعة المقطعية إلى حد كبير.
جدير بالذكر أن التشخيص المبكر في أمراض الأوعية الدموية و خاصة القدم السكري يمنع الكثير من المضاعفات و على رأسها البتر، لذلك فإن اجراء فحص اشعة الدوبلر او الدوبلكس مبكراً يساعد الطبيب على اكتشاف وجود انسداد في الشرايين في وقت مناسب و بالتالي يسمح له باتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن إنقاذ الساق أو الذراع. كلما تم اكتشاف وجود انسداد في وقت مبكر كلما أمكن إعادة تدفق الدم إلى القدم أو اليد بسرعة سواء عن طريق التوسيع بالبالون و تركيب الدعامات أو عن طريق الجراحة المفتوحة، و بالتالي يتم إنقاذ القدم أو اليد قبل التطور إلى درجة حدوث غرغرينا.
اشعة الدوبلر او الدوبلكس لا يشخص فقط الانسداد أو الضيق داخل الشريان ، و لكن يوضح أيضاً طبيعة جدار الشرايين و مدى إصابته بتصلب الشرايين أو سلامتها.
فحص الدوالي بالدوبلكس يمكن الطبيب من الوصول إلى التشخيص السليم لأنه يبين أماكن ارتجاع الصمامات، معرفة هذه المعلومة بدقة يساعد على تحديد العلاج السليم الذي يضمن عدم رجوع الدوالي و هي الشكوى التي كثيراً ما يخاف منها المرضى و تجعلهم يحجمون عن علاج الدوالي.